233 ــ فضل الله الراوندي: (483 ــ 571 هـ / 1090 ــ 1175 م)

قال من قصيدة في مدح أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (35) بيتاً:

وزُرِ الـشـهيدَ بـ (كربلا)      ذاكَ الــذي أودى أوامـا

وبسرِّ من را الـعـسكريَّ      ونـجـلـه الـبـطلَ الغُلاما

فـهـوَ الـذي يـبـدو فـيــمـ      ـسحَ عن مفارقِنا القـتاما

الشاعر

أبو الرضا ضياء الدين، فضل الله الكاشاني الراوندي الحسني، من أعلام الإمامية الكبار وزعيم الطائفة في القرن السادس الهجري، ومن أفذاذ العلماء والفقهاء في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ينتهي نسبه الشريف إلى البيت النبوي الطاهر فهو السيد الأجل:

فضل الله بن علي بن عبيد الله (الثالث) بن محمد بن عبيد الله (الثاني) بن محمد بن عبيد الله (الأول) بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، ابن الإمام الحسن المجتبى ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

كما تنتمي أمّه إلى هذا النسب الشريف فهي السيدة الجليلة العلوية: فاطمة بنت الحسين بن محمد بن عبيد الله (الأول) بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، ابن الإمام الحسن المجتبى ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فهي بنت عم أبيه.

ولد الراوندي في راوند وهي قرية كبيرة من قرى بلدة كاشان، وتُوفّي ودفن فيها وله قبر يُزار ويُتبرك به.

أسرته

نشأ الراوندي في أسرة علمية عريقة برز منها كثير من أعلام الفقه والعلم والأدب، وهناك كثير من الأسماء الكبيرة في تاريخ هذه الأسرة منهم:

أحمد بن عبيد الله (الأول) الذي كان من الفقهاء والمتكلمين والأدباء

الحسين بن محمد بن عبيد الله الثالث

جد الأسرة السيد عبيد الله الثاني الذي كان أول من انتقل من هذه الأسرة إلى راوند، وكان فقيهاً شاعراً محدّثاً

السيد جعفر بن الحسن المثنى الذي كان سيداً عالماً جليلاً من خطباء بني هاشم.

كما كان الراوندي حلقة وصل لهذه السلسلة العلمية فقد حل ولداه عز الدين علي، وتاج الدين أحمد محل أبيهما في المكانة العلمية فكان الأول من كبار علماء الفقه وفحول الأدباء.

يقول عنه السيد علي خان الحسيني المدني: (هو شبل ذلك الأسد، وسالك نهجه الأسدَّ، والعلم ابن العلم ومن يشابه أبه فما ظلم، كان سيداً، عالماً، فاضلاً، فقيهاً، ثقة، أديباً، شاعراً، ألف وصنّف، وقرط بفوائده الأسماع وشنف، ونظم ونثر...) (1)

أما تاج الدين أحمد فكان عالماً وفقيهاً ومحدثاً وقد عُرف في عصره بلقب حجة الإسلام، ترجم له معاصره الشيخ منتجب الدين بن بابويه، وقال في حقه: (عالم، فاضل، قاضي قاشان). (2)

كما ترجم له معاصره أيضاً العماد الأصفهاني فقال: (كان شاباً يتوقّد ذكاءً، محبوب الشكل، عزيز المثل، غزير الفضل، طالما أنِسنا بفوائده، واقتبسنا من فرائده، وتجارينا في حلبة الأدب، وتجاذبنا أعنة الأرب، وأجلنا قداح الآراء، وجلونا أقداح الآلاء، وهو شريف الفطرة، كريم النشأة، لطيف العشرة، مُتّقد الفطنة، حلو الفكاهة، خلو من السفاهة) (3)

وقد جرى أولاده وأحفاده مجرى جدهم، يقول السيد محسن الأمين في ترجمة السيد فضل الله الراوندي: (وأولاده وأحفاده وأسباطه كلهم علماء أتقياء منهم: السيد أبو المحاسن أحمد بن فضل الله عالم فاضل قاضي كاشان، والسيد عز الدين أبو الحسن على بن ضياء الدين أبي الرضا فضل الله ..) (4)

شخصيته ومدرسته

حذا الراوندي حذو آبائه في منهاج العلم وسار على طريقتهم فأنشأ مدرسة علمية كبيرة في كاشان وكان يدرِّس فيها مختلف العلوم كالفقه والتفسير والحديث والرياضيات، كما لم تقتصر الخدمات التي تؤديها المدرسة على التعليم بل كانت مأوى للناس، يقول السيد علي خان المدني: (وله مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير على وجه الأرض، يسكنها من العلماء والفضلاء والزهاد والحجاج خلق كثير).

وقد أقام العماد الأصفهاني الكاتب في صغره فترة في كاشان هو وأخوه فكتب عن تلك الفترة يقول: (وأقمنا سنة نتردد إلى المدرسة المجدية إلى المكتب، وكنت أرى هذا السيد ــ أعني أبا الرضا ــ وهو يعظ في المدرسة، والناس يقصدونه، ويردون إليه، ويستفيدون منه... ويخطبهم في الجمعات ولياليها والأعياد وأيام مواليد الأئمة ووفياتهم وكان يفتي للمؤمنين ويراجعون في مسائل الحلال والحرام، وكان يقضي بينهم بالأيمان والبيّنات، سالكاً سبيل الدقة والحزم، عادلاً مستقيماً في هذا الشأن. يدرِّس لطلبة العلم في ضروبه من الفقه والكلام والحديث والتفسير والأدب وغيرها، يناظر مخالفي الشيعة ويفحمهم بالبراهين الساطعة، يحضر في حلقة الأدباء، ينشئ الشعر وينشد، وكثيراً ما كان حكماً يرجع إليه في جودة المنظومات وعدمها وكان داره محطاً لرحال الغرباء ومأوى للرحالة من أقطار العالم ويقصده أهل الفضل من كل فج عميق للاستفادة من أماليه ومروياته).

ويصف العماد شخصية الراوندي وصفاته فيقول: (وهو من قدماء العلماء وكان له وجه جذاب وذو هيبة وكان حديثه جميلاً, وكان أيضاً واعظاً كبيراً وله خط جميل ومؤلفات كثيرة، وكانت الناس تجلّه وكان ميسور الحال).

ويقول أيضا: (أنه ــ أي العماد ــ كان في سنة 533 هـ يدرس مع أخيه في المدرسة المجدية في مدينة كاشان فكان هذا السيد الجليل يأتي إلى المدرسة ويلقي درساً في الأخلاق وكان الكثير من العلماء الكبار وعامة الناس يحضرون درسه).

كما ويذكر كذلك أنه أصبح صديقاً لابنه أحمد في أصفهان، فتعرّف على أبيه ومقامه العلمي أكثر من ذي قبل.

أسفاره

كان الوضع السياسي في العصر الذي عاش فيه الراوندي عصراً مضطرباً كثرت فيه الفتن والانقلابات السياسية، وقد راح ضحية هذه الفتن كثير من العلماء منهم أستاذه الشيخ عبد الواحد بن إسماعيل الروياني الذي قتل سنة (502 هـ)‍، مما حدى بالراوندي إلى كثرة السفر والتنقل، وكان في كل مدينة يصلها كان يدرس ويتعلم ويعلم ويجالس علماءها فزار مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والنجف الأشرف، وكربلاء، ومشهد الرضا عليه السلام، وقم المقدسة، وطهران، وقزوين، وسبزوار، ودامغان، وشيراز وزنجان، وساوة، وأبهر، ونيسابور، وبغداد، والحلة وغيرها وقد استفاد كثيراً من أسفاره واطلع على آراء العلماء وجالسهم وناقشهم.

أساتذته وإجازاته

درس الراوندي عند كبار فقهاء الشيعة وأساطين العلماء والمحدثين الإمامية الثقات في عصره منهم:

1 - الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي: صاحب تفسير مجمع البيان

2 - الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المعروف بـ (المفيد الثاني).

3 - أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد التميمي الطبري الروياني

4 - والده السيد علي بن عبيد الله الثالث الحسني الراوندي.

5 - عبد الجبار بن عبد الله بن علي بن محمد بن الحسين الطوسي الرازي.

6 - عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن الأخوة البغدادي الشيباني.

7 - محمد بن علي بن الحسن المقري الشجاعي.

8 - علي بن الحسين بن محمد الرازي.

9 - محمد بن أحمد النطنزي الكاشاني

10 - علي الدهخداه ابن نجيب الدين يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى الراوندي.

11 - محمد بن علي بن الحسن المقري النيسابوري.

12 - محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي

13 - المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسين الحسني الرازي

14 - الحسن بن محمد الحديقي

15 - السيد علي بن أبي طالب السليقي الآملي

16 - محمد بن علي بن المحسن الحلبي

17 - علي بن علي عبد الصمد التميمي النيسابوري السبزواري.

18 - الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الرازي

19 - ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن أحمد، المعروف بـ بحمدان بن إسماعيل

20 - عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن شيدة السكري الأصفهاني.

وغيرهم وقد عُدّ منهم أكثر من خمسين علماً من أعلام العلماء كما أجاز الراوندي كبار علماء الشيعة في الرواية أبرزهم:

1 - الشيخ ركن الدين علي بن أبي الحسن علي بن الصمد بن محمد التميمي النيشابوري

2 - أبو العباس أحمد بن يحيى بن قافة الكوفي

3 - القاضي عماد الدين أبو محمد حسن الأسترآبادي

4 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن مهرويه الكرمندي

5 - ذوالفقار بن محمد بن معبد أبو الصمصام الحسني المروزي

تلاميذه:

درس على يد الراوندي طائفة كبيرة من طلاب العلم الذين أصبحوا من أعلام العلماء أبرزهم:

1 - محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني صاحب كتاب المناقب

2 - علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين المعروف بـ منتجب الدين بن بابويه القمي

3 - محمد بن الحسن الجهرودي الطوسي والد الخواجة نصير الدين الطوسي

4 - محمد بن الحسين بن محمد الحمداني

5 - محمد بن محمد البحراني

6 - محمد بن محمد بن حمدويه القزويني الشعيري

7 ــ محمد بن عز الدين الحسيني المرعشي

8 ــ محمد بن الحسن العلوي الكاشاني

9 ــ عبد الله بن جعفر الدوريستي

10 ــ علي بن عبد الجبار الطوسي

11 ــ راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن محمد البحراني

12 ــ علي بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن أحمد بن حمزة الجعفري القزويني.

13 ــ محمد بن الحسين البيهقي المعروف بالقطب الدين الكيدري

14 ــ عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي السمعاني صاحب (الأنساب)

15 ــ الحسن بن طارق بن الحسن التاجر المعروف بـ (ابن الوحش)

16 ــ الحسن بن الحسين بن علي الدوريستي

17 ــ زيد بن علي بن محمد بن قشام الحلبي

18 ــ عبد الجبار بن الحسين بن أبي القاسم

19 ــ عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة بن الحسن بن علي الشارحي الطوسي

20 ــ علي بن الحسن بن أبي سعد الطبيب.

21 ــ علي بن قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي

22 ــ علي بن عبد الجبار بن محمد الطوسي

إضافة إلى أولاده السادة الأجلاء: محمد، وأحمد وعلي.

مؤلفاته

ترك الراوندي رصيدا ضخما من الآثار العلمية والأدبية منها:

الكافي في التفسير

مقاربة الطية إلى مقارنة النية

ضوء الشهاب في شرح شهاب الأخبار للقاضي القضاعي

الكافي في علم العروض والقوافي

أدعية السِّر: نقل عنه الكفعمي في (البلد الأمين) والمجلسي في (بحار الأنوار) والحر العاملي في (الجواهر السنية في الأحاديث القدسية).

الأربعون في الحديث: أو سنّة الأربعين

كتاب النوادر

نظم العروض للقلب الممروض

شرح نهج البلاغة

الحاشية على أمالي المرتضى

الحماسة ذات الحواشي: وهو شرح لحماسة أبي تمام

ديوان الراوندي

المدائح المجدية

سنّة الأربعين في سنة الأربعين

رمل يبرين: قال العماد الأصفهاني في (خريدة القصر) أنه رآه بخطه عند ولده السيد كمال الدين أحمد في أصفهان وهو يشتمل على مجلدات كثيرة، وفوائد غزيرة

العلوي للطبّ الرضوي: هي ترجمة فارسية للرسالة الذهبية للإمام الرضا عليه السلام.

قالوا فيه:

كثيرة هي أقوال أعلام العلماء بحق الراوندي دلت على شخصيته العظيمة بينهم ومكانته السامية في الأوساط العلمية نختار بعضها:

قال عنه تلميذه منتجب الدين القمّي: (علّامة زمانه، جمع مع علوّ النسب كمال الفضل والحسب، وكان أستاذ أئمة عصره). (5)

وقال عنه السيد علي خان المدني: (علّامة زمانه وعميد أقرانه، جمع إلى علوّ النسب كمال الفضل والحسب، وكان أستاذ أئمة عصره، ورئيس علماء دهره، له تصانيف تشهد بفضله وأدبه).  (6)

وقال عنه الشيخ النوري الطبرسي: (هو من المشايخ العظام الذي تنتهي كثير من أسانيد الإجازات إليه… ويروي عن جماعة كثيرة من سدنة الدين وحملة الأخبار، وله تصانيف تشهد بفضله وأدبه، وجمعه بين موروث المجد ومكتسبه، ومنه انتشرت الأدعية الجليلة المعروفة بأدعية السرّ). (7)

وقال عنه الشيخ عباس القمّي: (العالم العيلم والطود الأشم والبحر الخضم، معدن العلم ومحتده، ومصدر الفضل ومورده، علّامة زمانه وعميد أقرانه، فريد دهره، وأُستاذ أئمّة عصره). (8)

وقال عنه السمعاني: (لما وقع بصري عليه علمت أنه أكبر مما كنت أظن وقد سمعت منه شعراً وروايات وأحاديث). (9)

ويقول العماد الكاتب الأصفهاني: (إن السيد فضل الله الراوندي شخصية قل نظيرها، وامتاز بالنسب الشريف والأخلاق العالية). (10).

ويقول العماد أيضا: (الشريف النسب، المنيف الأدب، الكريم السلف، القديم الشرف، العالم العامل، المفضل الفاضل، قبلة القبول، وعقلة العقول، ذو الأبهة والجمال، والبديهة والارتجال، الرائق اللفظ، الرائع الوعظ، متقن علوم الشرع، في الأصل والفرع، الحسن الخط والحظ، السعيد الجد، السديد الجد، له تصانيف كثيرة في الفنون والعيون، واعظ قد رزق قبول الخلق وفاضل أوتي سعة في الرزق، مقلي الكتابة، صابي الإصابة ...)

وقال عنه معاصره الشيخ عبد الجليل الرازي: (السيد الإمام ضياء الدين عديم النظير في البلاد في علمه وزهده). (11)

وقال عنه بهاء الدين محمد بن حسن بن اسفنديار: (من كبار العلماء والأشراف في العراق... الخواجة الإمام، فقيه آل محمد، أبو الفضل الراوندي ...). (12)  

وقال عنه محمد علي السهوري: (من فقهاء الأمة المقتصدة، الفرقة المهدية الموحدة، السيد العلامة الإمام ذو الشرفين المقتدى المقدام شيخ المحققين شمس الشرف، نجم العلى نجل علي الصفي البدر ذو ضوء الشهاب الثاقب، كنز المعالي صاحب المناقب مفخر راوند الشريف السيلقي، مجد الكرام ذو المكارم التقي ضياء دين الله سامي الجاه، أبو الرضا المفضال فضل الله عز الأعالي علم الآفاق، محيي الهدى في خامس الطباق ...) (13)

وقال عنه الميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري: (هو من جملة أجلة السادات وأعاظم مشايخ الإجازات، وأفاضل المتحملين للروايات، وله مشيخة عظيمة تزيد على عشرين رجلاً كابراً من الشيعة الإمامية ....) (14) .

وقال عنه السيد محسن الأمين: (كان فاضلاً جليلاً رئيساً أديباً شاعراً مصنّفاً له ديوان شعر) (15)

ترجمته

كما جاءت ترجمة الراوندي ــ إضافة إلى ما ذكرنا من المصادر في كثير من المصادر والمؤلفات المهمة الأخرى منها:

الأعلام للزركلي

أمل الآمل للحر العاملي

بهجة الآمال في شرح زبدة المقال للشهاب التبريزي

تاج العروس للزبيدي

تنقيح المقال للمامقاني

رياض العلماء لعبد الله الأصفهاني

عمدة الطالب لابن عنبة الحسني

معجم رجال الحديث السيد الخوئي 

هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا البغدادي

كما أفرد له آية الله المرعشي النجفي كتابا سماه: (لمعة النور والضيا في ترجمة السيد أبي الرضا).

شعره

يقول من قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

بل أنــظــم المـدحَ لمِنْ      كـــان لــه مُـفــتــرضــا

لـنـاصرِ الإسـلامِ مجــ      ــدِ الدينِ ذاكَ الـمرتضى

غـيـثُ الندى إذا الندى      عـلـى الــعـفـاةِ غُــيِّــضا

لـيـثُ الــردى إذا غـدا      عـلـى الـعـدى مُـمتـعضا

ذو ورعٍ لــم يــرتــقبْ      ســوى الآلـهِ غـــرضــا

ولـــم يــــكـــنْ لأحــدٍ      عــلـيــه أن يــعـتــرضـا

ولــم تــهــمّ رجـــلـــه      لــزلــةٍ أن تـــدحـــضــا

يــحـرمُ عــيــنـيـه إذا      آبَ الـظـلامُ الـــغـمــضـا

لــطــاعــــةِ اللهِ فـــلا      تـراهُ فــيـهــا غـــرضـــا

إلا مُــجـــدّاً مُــدنــيـاً      فـي شـوطِـهـا مرتـكـضـا

ملءَ الجفونِ فضضاً      مـلءَ الــفــؤادِ مــضـضـا

مـن خـشيةِ اللهِ عسى      يـفــوزُ مــنــه بــالـرضـا

وقال في مدح الأئمة المعصومين (عليهم السلام):

بني الـزهـراءِ إنّكمُ الأئـمـة      وفـي أيـديـكـمُ مِنّا الأزمّة

أرادكمُ الحـسـودُ بكيدِ سوءٍ      فلا يكُ ما أرادَ عليهِ غُمّة

يريدُ ليطفِئ النورَ المصفّى      ويـأبـى اللهُ إلاّ أن يُــتـمَّـه

وقال من قصيدة في مدح النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)

محمدُ خيرُ مبعوثٍ وأفـضـلُ مَـن      مشى على الأرضِ من حافٍ ومنتعلِ

مَن ديـنُـه نـسخَ الأديـانَ أجـمـعَها      ودور مــلّــتــه عـفّـا عـلــى الــمــلـلِ

ثـم الإمـامــة مـــهــداةٌ مــرتّــبــةٌ      مـن بـعـدِه لأمـيـرِ الـمؤمـنـيــنِ عـلي

من بعدِه ابناهُ وأبـنـا بنـتِ سـيـدِنا      مـحـمـدٍ ثـم زيــنُ الـعـابـــديــنَ يــلـي

والباقرُ العلمِ عن أسرارِ حكـمـتِهِ      والـصـادقُ الـبـرُّ لـم يـكـذبْ ولـم يحلِ

والكاظمُ الغيظ لم ينقضْ مريرته      ثـم الـرضـا سـيـدٌ لــم يـؤتَ مـن زلـلِ

ثـم الـتـقـيُّ فـتىً عافَ الأنامَ معاً      قـولاً وفــعـلاً فـلـم يـفــعــلْ ولــم يـقـلِ

ثم التقيُّ ابنه والـعـسـكـريُّ ومن      يُـطـهِّرُ الأرضَ من رجـسٍ ومن دخلِ

الـقـائـمُ الـحـقّ والـحاكي بطلعتِه      طـلـوعَ بـدرِ الـدجـى فـي دامسٍ طـفلِ

وقال:

يـا ربِّ مـا لـي شـفـيـعُ يـوم مـنـقـلـبي      إلّا الـذيـنَ إليـهمْ يـنــتـهـي نـسـبـي

الـمـصـطـفـى وهـو جـدّي ثـم فـاطـمةٍ      أمّـي وشيـخي عليُّ الخيرِ فهو أبي

والـمـجـتـبـى الـحسـنُ الـميـمونُ غرَّته      ثـم الحـسـيـنُ أخـوه سـيِّـدَ الـعـربِ

ثـمّ ابـنـه ســـيــدُ الــعـــبَّــادِ قــاطــبــة      وبـاقـرُ الـعلمِ مكشوفٌ عن الحُجُبِ

والـصـادقُ الـبـرًّ فـي شـيءٍ يـفـوهُ بـه      والكاظمُ الغيظ في مستوقدِ الغضبِ

ثم الرضا المرتضى في الخلقِ سيرته      ثـم الـتـقـيُّ نـقـيـاً غـــيــر مـا كـذبِ

ثم الـنـقـيُّ ابــنــه والــعــسكـريُّ ومـا      لي فـي شفاعةِ غـيرِ القومِ من إربِ

ثـم الـذي يـمـلأ الـدنــيــا بأجــمــعِـهـا      عدلاً وقـسـطـاً بـإذنِ اللهِ عـن كـثبِ

وتـشـرقُ الأرضُ مـن لألاءِ غــرَّتِــهِ      كـالـبـدرِ يطلعُ من داجٍ من السـحبِ

محمد طاهر الصفار

.....................................................................

1 ــ الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة ص ٥١١

2 ــ الفهرست

3 ــ خريدة القصر وجريدة العصر / قسم شعراء إيران

4 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٤٠٨

5 ــ الفهرست ج 96 ص 334

6 ــ الدرجات الرفيعة ص 506

7 ــ مستدرك الوسائل ج 19 ص 174

8 ــ الفوائد الرضوية ص 354

9 ــ الأنساب ج ٤ ص 426

10 ــ خريدة القصر وجريدة أهل العصر / قسم شعراء إيران

11 ــ مقدمة كتاب النوادر لفضل الله الراوندي / تحقيق سعيد رضا علي عسكري ص ٣٦

12 ــ تاريخ طبرستان ص 119

13 ــ مقدمة كتاب النوادر لفضل الله الراوندي / تحقيق سعيد رضا علي عسكري ص 36

14 ــ روضات الجنات ج ٥ ص ٣٦٥

15 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٤٠٨

المرفقات