459 ــ هلال الدرويش (ولد 1378 هـ / 1958 م)

قال من قصيدة (العاشرُ من المُحرَّم) وتبلغ (22) بيتاً:

خطبَ الحشودَ وحَجَّهمْ في (كربَلا)      ربُّ البلاغةِ والخطيبُ المصقَعُ

أَلـقـى الـمـواعـظَ بـالـطُّفوفِ مُذكِّراً      لـكـنْ ومـا تـلـكَ الـمَـواعِظُ تَنفَعُ

زحـفـوا إِلـى نـحو الحسينِ بقضِّهمْ      منْ كُلِّ ناحِـــــــيَةٍ يذُبُّ ويَدفَـــعُ

وقال من قصيدة (هلَّ المحرمُ) وتبلغ (12) بيتاً:

أنصارُ سبــطِ مـحـمَّدٍ قد قُتِّلوا      في (كربلا) يفــدون أكرمَ ســيِّدِ

عجـباً لمن لهجتْ بذكرِ محمَّدٍ      في كلِّ أورادٍ لهـــا وتَـــشَهُّـــــدِ

تعـــدو عـلى آلٍ له قد طُهرَّتْ      مـــن كلِّ أدناسٍ بـــحدِّ مُـــهــنَّدِ

وقال من قصيدته (النهضة الحسينية الخالدة) (رباعيات) وتبلغ (72) بيتاً:

شـهـرُ المحرَّمِ قد أتى      طاوٍ من القلبِ الـسُّرورْ

قد سادَ فيهِ الحزنُ في      أيَّـامـهِ طــولَ الــدُّهــورْ

واسي بهِ في (كربلا)      تلكَ العقيـلةَ والصَّـــبورْ

هذا الـهـلالُ وقــد بـدا      بالأفــقِ ذو وجهٍ حزينْ

ومنها:

وصلَ الحسينُ لـ (كربلا)      في زمرةِ الصُّحبِ الأباةْ

لـكـنَّ لاقــى عــســكـــراً       قــدْ حلّقوا حولَ الـفراتْ

وبـ (كـربـــلاءَ) جـــوادهُ      متحـيرِّاً بـــينَ الـــعـــداةْ

نــاداهــمُ أنْ خـــيَّــمــــوا      فبهـــا تنالــــوا الجنَّــتينْ

ومنها:

هـذا أبو فـضـلِ الإبـا      قمرُ العشيرةِ والـــعمادْ

وعـضـيدُ سبطِ محمَّدٍ      في (كربلا) يومَ الجهادْ

ساقي العطاشى وترهُ      يُقْـتـصُ في يوم المعـادْ

ظامٍ قـضـى ودمـاغهُ      قد سـالَ فوقَ المنكبـينْ

وقال من قصيدة (النهضة الخالدة) وهي (رباعيات) أيضاً وتبلغ (64) بيتاً:

في سبيلِ اللهِ لا يخشى العذلْ      وطَّد النَّفس على الأمرِ الجللْ

سار منْ يثربَ حتَّى (كربلا)      يــقطـعُ الـبـيـدَ ويحدوه الأملْ

كي يـقيـمَ الدِّين حـيَّاً للــمــلا      فبـقـتلِ السِّـبـط ديـنٌ قـدْ كمـلْ

كان بالأهلِ وبالنفـسِ اِفـتدى      حـطَّمَ اللَّات وعزَّى وهــبــلْ

ومنها:

لعليٍّ صورةٌ شـبـهِ الــرَّســـولْ      وكـريمٌ شــابـهَ الــغـيثَ الهطولْ

وشـجـــاعٌ فــارسٌ في (كربلا)      وارثُ الأمجادِ منْ نسلِ الـبتولْ

هازمُ الأبطالِ في سوحِ الوغى      كان بدراً غالهُ خـسـفُ الأفـــولْ

أوَّلُ الآلِ قــدومـــاً لــلــنَّــبـــيّ      ابنُ شبلِ المرتضى ابن الرسولْ

وقال من قصيدة في خروج الإمام الحسين  عليه السلام تبلغ (22) بيتاً:

قد فاتهُ الـفـتحُ المبينُ بـ (كربلا)      منْ كان عن ركبي نأى وتأخَّرا

وعلى الحسينِ يزيدُ أعلنَ حربهُ      بينَ الحِمامِ وذلةٍ قـد خُـــــــيِّــرا

بزرودَ قالوا: مـسـلـمٌ غدروا بهِ      قتلوهُ ظلـماً والحســينُ تـحـسَّـرا

وقال من قصيدة (رزايا الطَّفّ) وتبلغ (25) بيتاً:

رزايا بيومِ الطَّفِّ في أرضِ (كربلا)      تكونُ طوالَ الدَّهرِ نوراً ومَـشعلا 

فــدارتْ بجـنب الـعـلـقـمـيِّ مـعـاركٌ      بها أمرُ هذا الدِّينِ لـلـنَّـاسِ أُكـمـلا

لذاكَ بدا السِّبــطُ الـحـسـيـنُ مــشـيِّداً      صـــروحـاً بــهـا دينُ الإله تـمـثَّلا

ومنها:

لـحى اللهُ قـــوماً أسرجوا وتـنقَّـبوا      وسـاروا لحربِ السِّبطِ في أرضِ (كربلا)

فذي آل حربٍ جـــهَّــزتْ لــقتـالـهِ      بـجـيـشٍ بــوادِ الـطَّــفِّ كان تـجــحــفـــلا

أصرُّوا على الغدرِ الشَّنيعِ لحقدهمْ     فـنــالــوا مــنَ الــبـاري عــذابــاً مُــعـجَّـلا

في رثاء ولدي مسلم بن عقيل عليه السلام تبلغ (12) بيتاً:

فإبنا مسلمٍ أُسـرا بحـربٍ      على اِبنِ المصطفى في (كربلاءِ)

عُبيدُ اللهِ كفَّلهمْ لـشـخصٍ      يـخـافُ اللهَ مــنْ يـــومِ الـــلِّـــقـاءِ

فأطلقهمْ بليلٍ منْ حبوسٍ      وسـرَّحــهــمْ فـهــامـا فــي العراءِ

وقال في تخميس قصيدة الشاعر السيد هاشم الستري البحراني المشهورة التي مطلعها: (قم جدِّدِ الحزنَ في العشرينَ من صفرِ)

في (كربلاءَ) تـجـلَّـتْ أفـظـعُ الــصــــورِ

ظلماً لـعـتـرةِ خـيـرِ الـنـاسِ مـن مُـضَـــرِ

يـا نـاعـيَ السبطِ في البادي وفي الحضرِ

(قم جدِّدِ الحزنَ في الـعشرينَ من صفرِ)

(فـــفيـــهِ رُدَّتْ رؤوسُ الآلِ للــحُــفَـــرِ)

الشاعر

هلال حسن الدرويش، ولد في مدينة سيهات بالسعودية وأكمل دراسته الأولية فيها، ثم حصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية التطبيقية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وعمل بشركة آرامكو السعودية حتى تقاعده.

شعره

قال من قصيدته في (العاشرُ من المُحرَّم)

فــي رُزءِ آلِ مـحـمَّـدٍ مـا تَـجْـزَعُ      لِـمَـصـائِـبٍ مـنـهـا القلوبُ تَقطَّعُ

في عَـاشِــرٍ بِـمُـحَـرَّمٍ ماذا جَـرَى      مـن بـعـدمـا جَــاءَ الـخـيَامَ يُوَدِّعُ

ولزينبَ الطهرِ اليَتَامَى مُـوصِـيـاً      أختُ اصنعي في حقِّهمْ ما أصْنعُ

وتكسّرت تِلكَ الـنُّصُولُ بِــجـسـمِهِ      فـهوى على وجهِ البسيطةِ ينْزَعُ

اليومَ مــــاتَ محــمَّدٌ مــع سـبـطهِ      وكذَا البتولــةُ والـبـطـينُ الأنزَعُ

 جسمٌ بلا رأسٍ ويـشــخـبُ بالدِّما      ومُرضَّضٌ بـخـيـولـهمْ ومــوزَعُ

نحْو السَّما رفعتْ جـنازةَ صنوها      فـي مـشـهـدٍ منه الملائكُ  تُفــجَعُ

مِــنّـــا تــقــبَّــــلـهُ فـــــــــداءً إنَّـهُ      مـنْ قـبـلِ ذبـحٍ بـالسُّيوفِ مُبضَّعُ

وقال من (هلَّ المحرمُ):

هـلَّ الـمحـرَّمُ فاتَّـشـحْ بالأســودِ      فالـحـزنُ حــلَّ بــفـاطمٍ ومحمَّدِ

جاء المحـرَّمُ يا سمــاءُ تزلـزلي      فـالأفـقُ بـان بــحمــرةٍ وتـورُّدِ

فـبهِ يعمُّ الـحزنُ أمــلاكَ الـسـما     ويـذوبُ حزناً قلـبُ كلِّ مـوحِّــدِ

وبهِ الـحسينُ مضرَّجٌ بـدمـــائهِ      منْ دون رأسٍ كانَ أعظمَ مشهدِ

هذا أبو الفضلِ الخـفيرُ لـزينبٍ      ملـقىً بلا كفَّين جـنبَ الــمـوردِ

وبهِ على وجهِ الصعيدِ تناثرتْ      أشلاءُ أطهرَ عصبةٍ منْ أحـــمدِ

وقال من قصيدته: (النهضة الحسينية الخالدة (رباعيات)

دارتْ رحى حربٍ بهمْ      طارتْ بها تلكَ الرؤوسْ

أنـصـارُ سـبــطِ مـحـمَّدٍ      أفـنـتـهمُ هيجــا ضروسْ

وحـسـيـنُ بـاقٍ وحـــدهُ      ظـــــامٍ وفي يوْمٍ عبوْس

لـلـدِّيـنِ هــبَّ مـدافـعـاً      لـيـواجـه الـحــقــدَ الدَّفينْ

ومنها في علي الأكبر (عليه السلام):

أمَّـا شـبـيــهُ مــحــمَّـدٍ      وعليُّ أكبرُ في الصِّفاتْ

لمْ تـثـنـهمْ عــنْ قتــلهِ      ذاتٌ لـــهُ خـيـرُ الْـذَّواتْ

هجموا عـليهِ بجمعهمْ      بـسـلاحـهمْ فاقوا المئاتْ

قد قطّعوا جسمَ الفتى      ويـلٌ لـهـمْ مـنْ ظـالـمين

ومنها في القاسم بن الإمام الحسن (عليهما السلام)

وحسينُ ذاب فؤادهُ      لـمَّــا رأى خـطَّ الْـحـسنْ

لولا رسالةُ صـنْوهِ      وأخيهِ مـنْ قاسى المحنْ

فـاتـتـهُ أيُّ شــهادةٍ      ما مثلهــا ساوتْ ثمــــنْ

فانكبَّ يلثمُ جرحـهُ      سـالتْ دمــوعٌ لـلحسـينْ

ومنها في الطفل الرضيع (عليه السلام)

طـفلٌ تـجـرَّعَ حـتـفـهُ      فاعجبْ لهُ ذاك الرَّضيعْ

حينَ الـحسينُ أتى به      والله بـاصـرهُ ســمـــيــعْ

فرموا بهِ سهمَ الرَّدى      مـنْ مـنـحرٍ سالَ النَّجيعْ

فكأنَّمـا رشقُ العـــدا      لـفـؤادِ خـيــرِ الـمرسلينْ

النهضة الخالدة (رباعيات)

يا حـسينُ السِّبطُ يا عقل العقولْ      أيها المولودُ منْ خيرِ الأصولْ

يا ذبيحَ اللهِ مــنْ صــبـحِ الأزلْ      يا شهيـدَ الحقِّ يا ذحـلَ الذحولْ

يا ضميرَ الدِّينِ يا قــلـبَ الأباةْ      يا سـراجَ الكونِ منْ قبلِ الأفولْ

عِـبـرةً كـنـتَ ودمــعـاً لـلعيونْ      يا قـتـيـلَ الطَّفِّ رضَّتهُ الخيولْ

ومنها في البطل حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)

وحـبـيـبٌ كـان ذا شــيـبٍ وقـــورْ      قــــد أثار النَّــقـعَ بالــهـيـجا يــثورْ

ها همُ الأنصارُ في وسْـط الوغى      خــيرُ أصحابٍ على مـرِّ العـصورْ

باذلـيــنَ النَّــفـسَ كـــلٌّ مــنــهـــمُ      مثل ليث الغابِ في الحربِ هصورْ

ســـعـدوا فـــازوا بــخـلــدٍ دائـــمٍ      شــاهدوا الـجنَّات مــأوىً وقـصـورْ

ومنها في قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليه السلام)

ها هو العبَّاسُ والحربُ سجالْ      داحرُ الأعداءِ أقطابِ الضَّلالْ

كاملُ الإيـمـانِ كـم عـلـمٍ درى      واثـقُ الـخـطـوةِ مــرآةُ الكمالْ

حـامـلُ الـرَّايـةَ فـيـها روحـــهُ      جـالـبُ الـمـاءِ يـروِّي لـلـعيالْ

عـيـدهُ الـحـربُ إذا ما كـشَّرتْ      بـاسـمُ الـثَّـغـرِ تـراه في القتالْ

قـمـرٌ أشرق منْ خـيرِ الفحولْ      غـاله الخسفُ وبالهيجا يصولْ

كـافـلُ الـحـوراءِ والـفـخـرُ لـهُ      وأبـو الـفضْل وللفضلِ أصولْ

لا يـهـابُ الـمـوتَ إنْ مـنهُ دنا      بـطـلٌ يعدو كما فيضِ السُّيولْ

بـعـمـودِ الـغـدرِ شُـقَّـتْ هـامـهُ      وبـكـى الـعبَّاسَ سبطٌ للرَّسولْ

وقال من قصيدة في خروج الإمام الحسين (عليه السلام):    

صفوُ  الحياةِ على الحسينِ تـكدَّرا      فـيــزيــدُ طـاغـيــةُ الـزَّمـانِ تَأمَّرا

لعبتْ بـملكِ الـمـسـلـمـيــنَ أمــيَّـةٌ      نـصـبـوا يـزيـــداً حـاكماً مُـتـهوِّرا

فـرأى بـأنَّ جــهـــادَهُ مــتــعــيُّـنٌ      والــمـوتَ فــي دربِ الإلــهِ تـقرَّرا

منْ يثربٍ خرجَ الحسينُ مـهاجراً      مـثلُ الـكـلـيــمِ خروجهُ مـتـسـتِّــرا

ما إنْ رأوا شخصَ الحسينِ بمكةٍ      جمعُ الحجيجِ على الحسينِ تجمهرا

فــأتــاهُ جـبـريــلُ الأمينُ محـذِّراً      جـنـبَ الـبــنــيَّــةِ دمُّـهُ أنْ يُــهــدرا

تركَ الحســينُ طوافــــهُ مـتحلِّلاً      لــبسَ الــمخيـطَ مـودِّعـاً أمَ الـقُـرى

فانصاعَ يخطبُ بالحجيجِ ودمعهُ      بلَّ الـحصى كغديرِ ماءٍ قــد جــرى

خُطَّ المنونُ على الأنامِ محتَّـمـــاً      حَكَـمَ الإلـهُ عـلى الأمـــورِ وقـــدَرَّا

سترونَ جـسميَ بالعـراءِ موزَّعـاً      عــن نابــهِ ذئبُ الـفـلا قــد كـشَّـرا

وقال من قصيدة في رثاء السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام) ويرد على الروايات الكاذبة التي وضعتها الأقلام المشبوهة في محاولة تلويث سيرتها الطاهرة من إنشاد الشعر في المجالس:

سَكينةُ منْ بها طـيـبُ الخصالِ      سـلـيـلـةُ فـاطـمٍ مـنْ خـيرِ آلِ

سَـكـيـنـةُ بـنـتُ مـولانا حسينٍ      وخصَّ لها الـمـحـبَّــةَ بالدلالِ

فـمـن أعـداءِ أهلِ البيتِ دسَّوا      من الأخـبـارِ في سوءِ المقالِ

وكمْ قد سطَّروا منْ قول زورٍ      روايـاتٍ بــأقــلامِ الــضَّــلالِ

أمـثـلُ سَـكـيـنـةٍ جـلـسـتْ بنادٍ      لـتـنشدَ شِعرَها بـيـن الـرجـالِ

ألمْ تـبكِ الحسينَ طـوال دهـرٍ      ودمـعُ الـعـيـنِ يـترى بانهمالِ

ربـابٌ أمُّـهـا عـاشـتْ بـحزنٍ      تـنـوحُ الـسِّبطَ مصباحَ الجلالِ

ألمْ تكُ رُبِّـيـتْ فـي أهـلِ بيتٍ      تـجـلَّـلَ بـالـطـهـارة والـكـمالِ

سـلامٌ بـالـسَـكـيـنةِ يومَ ماتتْ      سَكينةُ منْ رقـتْ أعلى المعالي

وقال من قصيدة (رزايا الطَّفّ)

يُخيَّرُ بين الموت أو سـلم ذلَّــــةٍ      وكانَ أبيَّ الضيمِ  سوراً ومـعـقلا

محالٌ على اِبن العزِّ سبط محمَّدٍ      يسـالمُ طوعاً شاربَ الخمرِ أرذلا

همُ منعوا مـاءَ الـفــراتِ ورودهُ      فـماتوا عطاشى ليتهُ صارَ حنظلا

فــهذا رضيعُ السِّبطِ قاتلِهُ الظما      ويردى بسهمٍ كان للنحـرِ مــرسلا

قضى نحبهُ إبنٌ لطــــه وفــاطمٍ      بسيــفٍ لأشــقى الخلقِ فـيهِ تعجَّلا

عليهِ عيوني اليوم فاضتْ بأدمعٍ      كـغـيثٍ مـنَ السـحْبِ الثِّقالِ تنزَّلا

وقال من قصيدة (شهر المحرم):

محرَّمُ قد أتى يُبـدي شُـجـونا      وتنعى فـاطـمٌ فـيــهِ الـبـنينا

تهلُّ الدَّمـعَ منْ جَـفـنٍ بـشجوٍ      كأنَّ عيونـهـا نبعتْ عـيـونا

فرزءُ السِّبطِ أبـكــى كلَّ حيٍّ      وكلُّ موحِّدٍ أضحى حـزيـنا

رسولُ اللهِ قـد أبـكـاهُ حــيَّـــاً      وشـــمَّ ترابـهُ حقـــاً يـقـينــا

عيـــونٌ لـلنَّبيِّ تـفيضُ دمـعاً      بيـومٍ بالطُّفوفِ غدا سـخـينا

ففي شهـرِ المحرَّمِ أيُّ كربٍ      وما وجدَ الحسينُ بهِ مُـعـينا

ولا أنسى الحسينَ فداه نفسي      تُحوِّطهُ جيـوشُ الـمـعتدينـا

أتى يعــظُ الحشودَ يردُّ بغـياً      وكان السِّبطُ خيرَ الواعظينا

وثاراتٌ تـحرِّكــهــــمْ ببــدرٍ      لتُستوفي بعـاشورا الديـــونا

وقال من قصيدة في نفس الغرض:

أتى المـحرَّمُ كم يحوي منَ الكُرَبِ      ففيـهِ سبطُ نبيٍّ مــات بــالـقُــضـــبِ

تكدَّرَ الماءُ منْ وقعِ المصَابِ أسىً      والأفقُ في حمرةٍ منْ نحرهِ الخَضِبِ

فاقصـد لـمأتمهِ بالـحزنِ مشــتـملاً      فيـــهِ تواسي رسولَ اللهِ في الــنُّـوَبِ

واذكـــــرْ نـــسـاءً لآلِ اللهِ في ولهٍ      حــــرَّى تعــــاين قـتـلاهــنَّ بـالكُثُـبِ

وادررْ دمـوعكَ إنَّ الـدَّمعَ غــايتهُ      يُـنـجـيـكَ شــرَّ جــحيمِ النَّارِ واللَّـهـبِ

فـدمـعـةٌ في رزايا الآلِ تســـكبُها      تـجلو لـعمـركَ كلَّ الـرَّيــنِ والـحجُـبِ

وانشــرْ ســتارَ سوادٍ في مجالسهِ      والـطم بكــفِّكَ فوقَ الصَّدرِ وانـتـحِـبِ

وانصتْ لقولِ خطيبٍ فوقَ منبرِهِ      يروي بحــزنٍ  بـما جلَّتْ من الـنكَـبِ

فنـكبةُ الــطَّفِّ كانَ الدَّهرُ أيـتمهَا      لا ينـطفي نارهـــا ما مرَّ منْ حُــقـــبِ

وقال من قصيدة في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السلام):

بطلٌ يصولُ على الـعدا بحسامـه      مستأسداً فـكــأنَّهُ الــــــكـرَّار

ويغوصُ في تلك الجموعِ مبارزاً      إذ لا يُشقُ لهُ هناك غـــبــارُ

ولـــطـوعةٍ أوصى ببنتٍ عــنــدهُ      ولهى يُرى دمعٌ لها مـــدرارُ

ستـرين في كوفان بعديَ مـنـظراً      آل الحسينِ تـقــلُّهــا الأكـوارُ

حسرى وغيَّرت الشُّموسُ سماتِها      قد غابَ عنها سترها وخمـارُ

عمدتْ لتسترَ وجهها بكـفــوفِــهـا      كي لا ترى وجـهاً لها النُّظَّارُ

سـتـريـنَ بـيـن الرَّكبِ نورَ محمَّدٍ      رأساً يميلُ بــه الــقنا الخطَّارُ

رأسُ الـحـسينِ وصـنـوهِ وفــؤادهِ      فوقَ الأسنَّــةِ شاءتِ الأقــدارُ    

وقال في ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام):

قفْ نهمل الـــدَّمــعَ بــالآهاتِ كالمطرِ      قد عادَ رأسُ حسينُ الطُّهـرِ منْ سفرِ

ردَّتْ حــرائرُ آل البيـــتِ مــجْـــهَــدَةً      إلى الطُّفــــوفِ بـإعْوالٍ وفـي كـــدرِ

قدْ ضرَّها الأسرُ والضَربُ المُريعُ لها      والعَينُ محْـمرَّةٌ مــــــنْ كثرةِ السَّهَـرِ

هــذي الـعَقِيلــــةُ والأيــــتامُ  تتبعهـــا      للقَبرِ تهوي كنَجمٍ خــــرّٓ في السَّحَــرِ

هاجَتْ بزَينبَ ذكرى الطَّفِّ إذْ وطأتْ      أرْضَ الطُّفوفِ وعادَ الفكرُ بالصُّورِ

محمد طاهر الصفار

المرفقات