السيد الصافي : يدعو الى إستثمار الأموال العراقية داخل البلاد مطالباً الحكومة بخلق البيئة الجاذبة للإستثمار

إستذكر مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 16 جمادي الأول 1434 هـ الموافق 29 آذار 2013 م ، الذكرى العاشرة للتغيير في العراق وزوال النظام البائد ومامر ويمر به العراق في الفترة التي تلت التغيير الى يومنا هذا معبراً " مع إطلالة الذكرى العاشرة للتغيير الذي حصل في العراق نعتقد بأننا بعد هذه الفترة نحتاج الى ان نقف وقفة إستيضاح لبعض الامور والوقوف على هذه التجربة التي مر بها البلد ولا بد لكل منا ان يقف وقفة المتامل لكل ماحدث سلباً كان ام إيجاباً ، لا شك أن هناك إنجازات كثيرة حصلت بفضل الطلائع الخيرة التي بذلت ما بوسعها خدمةً وقد رافق تلك الإنجازات بعض الإخفاقات وهذه مسألة طبيعية يمر بها أي بلد يمر بمرحلة إنتقالية وحالة من التغيير كما حدث في العراق ، الشيء المهم هو أن نرى مدى تأثير هذا التغيير على النسيج الإجتماعي للبلد هل أضفى قوةً ولحمةً وتكاتفاً بين مكوناته أم جاء بالفِرقة والشقاق والتشتت لأبناء البلد الواحد؟ بعد مضي كل هذه الفترة يتوجب علينا ان نصارح انفسنا لنضع الحلول الناجعة لمشاكلنا ، بعد مرور عشر سنوات على التغيير ماهي علاقة العرب بالأكراد ؟ وماهي علاقة المسلمين بباقي الديانات الاخرى ؟ وما هي علاقة المسلمين في الدين الواحد شيعةً وسنة ؟ وماهي طبيعة العلاقة بين المكونات الإجتماعية المختلفة ؟ الحمد لله إن الغالبية العظمى من أبناء البلد لم يتأثروا بنداءات الطائفية والإنقسام بل بالعكس تسود بينهم العلاقات الإجتماعية الطيبة الأصيلة التي لطالما عرفت عنهم " . مضيفاً " لابد الإنتباه الى أنّ قوة البلد ومصداقية البلد تكمن في تركيبته المتنوعة قومياً ودينياً وإجتماعياً وسياسياً وغيرها .. كما يجب الإلتفات الى ان السياسة وأهلها تتعرض الى التغيير أو الزوال إلا إنَّ القواعد الشعبية والنسيج الإجتماعي يبقى هو الراسخ المتجذر " . مشدداً " على الساسة أن يستفيقوا وأن يلتفتوا الى أن وحدة البلد ونسيجه الإجتماعي المتنوع خطٌ أحمر لايمكن التنازل عنه " أما في المحور الثاني من الخطبة فقد تناول سماحته موضوع الإستثمار في العراق وما يشوبه من مشاكل ومعوقات " هناك دعاوى كثيرة للإستثمار في العراق ومن جهات إستثمارية داخلية وخارجية وتحدث إتفاقيات عديدة مع الدول وهذا بحد ذاته امر جيد لكن هناك في المقابل زاوية معتمة نحاول لفت النظر إليها وهي هجرة الاموال والمستثمرين من العراق الى خارج العراق ،وهناك حالة من الفرار للمستثمرين العراقيين من العراق للإستثمار خارج العراق لماذا؟ في باديء الامر الإستثمار في العراق من الأمور التي لا يختلف عليها إثنان لأنه سيعجل من البناء ويخلق فرص عمل كثيرة وبالنتيجة يطور البلد ، اما الذي يستثمر خارج العراق من العراقيين فهم صنفان ؛ الصنف الأول تاجر ، وهذا إما خائف من تردي الأوضاع الأمنية في العراق وإما ليست له الروح الوطنية التي تجعله يفكر في بناء بلده قبل بناء البلدان الأخرى . أما الصنف الآخر فهو سياسي ، وهذا السياسي عندما يتاجر خارج العراق يخاف أن يتاجر داخل العراق خشية ان يفتضح ، مبيناً إن ما يثير التعجب والإستغراب إن هنالك بعض السياسيين ممن يتاجرون بمليارات الدولارات خارج العراق دون ان يساءلوا من أين اتيتم بهذه الأموال ؟ فهل جاء بها عن طريق الميراث ام حصل عليها هكذا دون مقابل ؟ ندعوا هؤلاء الى ان يتعلموا حب الأوطان وأن يأخذوا جُرع الوطنية من الفقراء والمعدمين الذين برغم قساوة الظروف عليهم إلا إنهم يتفانون في التضحية والفداء والعشق لتراب هذا الوطن " .

المرفقات