الشيخ الكربلائي : المرجعية الدينية العليا تؤكد على ضرورة الشفافية والنزاهة في عمليات العد والفرز وحساب الأصوات

تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 8 جمادي الثاني 1434 هـ الموافق 19 نيسان 2013 م ما يتعلق بإنتخابات مجالس المحافظات التي ستجري غداً وأود أن أبين التوجيهات المتلقاة من مكتب المرجعية الدينية العليا صبيحة هذا اليوم والتي تضمّنت : 1- إنَّ العزوف لدى بعض المواطنين عن المشاركة بالإنتخابات لا يمثل حلاً للمشكلة ، وسبق أن بيّنا إنّ بعض المواطنين بسبب ما أصابه من الإحباط نتيجة سوء أداء بعض مجالس المحافظات والتي ولّدت لدى البعض من المواطنين حالةً من التشاؤم جعلتهم لا يقتنعون بجدوى المشاركة بالإنتخابات نقول إنّ هذا العزوف لا يمثل حلاً للمُشكلة ، فالمواطن الذي يُرجى منه حسن الإختيار إن لم يشارك سيشارك غيره فهذه المقاعد لمجالس المحافظات لا بُدّ أن تملأ شئنا أم أبينا شاركنا أم لم نشارك فلماذا لا نملأها بالجيدين ؟ . 2- إنَّ المرجعية الدينية العليا تؤكد مرةً أخرى كما بيّنت ذلك سابقاً إنه ليس لها أي موقفٍ داعمٍ أو سلبي بإتجاه أي مرشح من المرشحين أو أي قائمةٍ من القوائم سواءاً أكانت من القوائم السابقة أو المشكّلة حالياً وتؤكد موقفها الثابت الذي تبنّته سابقا ً بأنها تقف على مسافةٍ واحدةٍ من الجميع ، وهذا لا يعني كما يتصوّره البعض إنّ المرجعية الدينية العليا لا تعرف أو لا تميّز من هو الصالح من المرشحين ممّن هو غير صالح أو من هو مرضيٌ ممن هو غير مرضي من المرشحين والسؤال إذن لماذا لاتبيّن المرجعية للمواطنين ؟ والجواب هو إنّ سياسة المرجعية الدينية العليا ودأبها ومنهجها يتمثّل في مبدأين هما : أ‌- ترسيخ أصل مبدأ التداول السلمي للسلطة . ب‌- تريد المرجعية أن تحفظ للشعب العراقي حريته وإرادته الحرة في إنتخاب من يدير شؤونهم على مستوى المحافظة والبلد . كما تريد للشعب العراقي أن يقرّر مستقبله ومصيره بنفسه وبإرادته الحرة وأن يمارس حقه الددستوري والإنساني في أن يختار وينتخب من يشاء من المرشحين ممن يديرون شؤون البلد وشؤون المحافظات . وتود المرجعية أن تؤكد إنَّ أي كلامٍ أو تصريحٍ يصدر من وكيلٍ أو معتمدٍ أو منسوبٍ أو محسوبٍ أو وسيلةٍ إعلاميةٍ يخالف هذه التوجيهات فهو أمرٌ غير صحيح وليس بصادرٍ عن المرجعية الدينية العليا . 3- كما تؤكد المرجعية الدينية العليا على المواطنين المشاركة في الإنتخابات تؤكد على أعتماد المعايير الصحيحة في حُسن الإختيار وقد سبق أن بيّنا هذه المعايير . 4- تؤكد المرجعية الدينية العليا على ضرورة الشفافية والنزاهة في عمليات العد والفرز والحساب للأصوات التي يدلي بها المواطنون ، وتؤكد على المرشحين التسليم بما ستأتي به صناديق الإقتراع فإنَّ هذه النتائج قد لاترضي البعض ، نقول إنّ هذه النتائج هي رهن صوت المواطن وليست هي رهن رغباتكم وما تتمنونه . وتناول سماحته في المحور الثاني من الخطبة اللقاء الذي جرى بين سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّهُ الوارف) في مكتبه بالنجف الأشرف مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر حيث نشرت الكثير من المواقع الخبرية أنَّ سماحته أعرب عن قلقه أكثر من أي وقتٍ مضى على مستقبل العراق ووحدته ، نقول إنَّ تعبير سماحته هذا أنما يمثل جرس إنذار لجميع القوى السياسية في العراق وأيضاً لجميع الجهات الإقليمية والدولية التي لها مدخل للأوضاع في العراق لأنَّ سماحته يشعر أنّ مستقبل الأوضاع في العراق أخطر مما هو في وقتٍ سابق إن لم يتم تدارك الأمور وذلك لأنّه لا يلوح في الأفق القريب بوادر ملموسة لحل هذه الأزمات وإنفراجها بل الذي نلاحظه إنّ هذه الأزمات تتعقّد وتكثر في الوقت الحاضر ولأسبابٍ من جملتها ما يؤكّد عليه سماحة السيد في مراتٍ عديدةٍ إنّه للأسف الشديد الذي يُغلّب هو المصالح الضيقة سواءاً أكانت مصالح شخصية أو فئوية أو عشائرية أو مناطقية أو مذهبية على المصالح العليا للعراق والمأمول أن يستشعر هؤلاء حجم الخطر الذي يستشعر به سماحة السيد (دام ظلّهُ الوارف) وإنّ الحل موجودٌ وغاية مافي الأمر نحتاج الى تطبيق هذا الإستشعار بتغليب المصالح العليا للشعب العراقي كلّه بجميع مناطقه وقومياته وطوائفه وفئاته على المصالح الفئوية والشخصية الضيقة .

المرفقات