السيد احمد الصافي يذكّر بأن خطر الإرهاب يهدد بلدنا والتصدي له مسؤولية الجميع ويدعو القادة السياسيين المتصدين أن يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم

تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي  خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في(15/ذي الحجة/1435هـ)الموافق( 10/10/2014م)..

تطرق الى ثلاثة أمور استهلها بالقول:

الأمر الأول:

ذكرنا في الخطب السابقة ان الخطر الحقيقي الذي يهدد بلدنا هو الإرهاب والإرهابيون وان التصدي له هو مسؤولية الجميع لأن المستهدف هو الجميع ونؤكد هنا ان القوات الأمنية بكل تشكيلاتها مع أبنائنا المتطوعين هم الذراع الضاربة للشعب ضد الإرهابيين والمحامي عن العراق في مقابل هجماتهم الشرسة وعليها اليوم مسؤولية تاريخية ووطنية وأخلاقية فالإخفاق لا قدر الله غير مسموح به اطلاقا وعليه فلابد من زيادة الوجود العسكري في أماكن الصراع مع الإرهابيين وتهيئة جميع الإمكانات والحضور الميداني من قبل القادة المهنيين الكفوؤين وبث الروح القتالية والبطولية في نفوس المقاتلين الشجعان حتى تنجلي هذه الغمة التي ابتلينا بها ..

فالتجهيز بالعدة العسكرية اللازمة لإدامة المعركة وتوفير المستلزمات الضرورية من مأكل ومشرب وسهولة التواصل بين القيادات العسكرية وما يحدث على الأرض كل ذلك من مبادئ الحالة العسكرية الناجحة ..

فلابد ان تخضع جميع المواقف اليومية لتقييم موضوعي توزن فيه الحالة الفعلية لطبيعة المعركة فتعزز المواقف الايجابية وتعالج المواقف السلبية مع ملاحظة ان توفير مستلزمات النجاح في المعركة مع الإرهاب هو من مسؤولية الحكومة في الدرجة الأساس وعليها بذل أقصى الجهود في ذلك وليس من المعقول ان نسمع نداءات الاستغاثة يومياً من بعض القطعات بسبب قطع خطوط الإمداد أو قلة التجهيزات أو التموين ..

ولابد من الاهتمام أيضا بالدور الوطني الذي تقوم به بعض العشائر في التصدي للإرهاب والسعي لطرده وهو دور مشرّف يحتاج الى دعم متواصل من قبل الحكومة.

الأمر الثاني :

على القادة السياسيين المتصدين ان يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم في الأمور الخطيرة التي يمر بها البلد وليكونوا على حذر تام من أي محاولة للتدخل في الشؤون السيادية بدوافع معينة.. ففي الوقت الذي يهدد الإرهاب المجتمع الدولي بأسره و يحاول ان يتمدد ما استطاع الى ذلك سبيلا ويحصل على موطأ قدم هنا وهناك الا ان هذا لا يعني التدخل السلبي في شؤون البلد ولا يصح ان يستجاب لبعض الذرائع في المساس بسيادته ..

نعم على الحكومة الاستفادة من جميع الإمكانات المتاحة عبر علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة في سد ما يوجد من نقص في المفاصل الأمنية المختلفة ولكن مع المحافظة على كون القرار عراقيا في جميع ذلك وهذا يتطلب مد جسور الثقة بين الفرقاء السياسيين والسعي الجاد من قبلهم لتوحيد المواقف من اجل المحافظة على وحدة البلد وسيادته..

الأمر الثالث :

لقد ذكرنا سابقا بما يتعلق بالإخوة النازحين ونؤكد القول ان على الحكومة الإسراع في توفير أماكن مناسبة للنازحين ولاسيما ان البعض منهم سكنوا في المدارس والحسينيات وأمثالها .. وأصبحوا يُطالَبونَ بإخلائها لحلول الموسم الدراسي واقتراب موسم عاشوراء..

على الدولة ان تعطي هذا الموضوع أولوية وحسب علمنا ان هناك مبالغ معتدٌ بها قد صُرفت لذلك وان موسم الشتاء على الأبواب فلابد ان تُتخذّ خطوات جادة في ذلك ..

وان سوف وسنفعل وسنناقش .. هذا المعنى لا يجدي ما لم يتم الفعل على الأرض..

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ودفع الله عن بلدنا كل سوء..

ونسأله الله تبارك وتعالى أن يعفو عنا وان يغفر للمؤمنين والمؤمنات وان يجيب دعائنا ويرينا بلداً آمناً مطمئناً بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين ..

والحمد لله رب العالمين ..

المرفقات