المرجع السيستاني يحذّر من حرب "طويلة" مع تمدد داعش تمزق المنطقة وتحولها الى دويلات

دعت المرجعية الدينية العليا من جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في العراق ان يكون لها موقف من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش ينبع من القناعة التامة بأن هذا الصراع صراع وطني واخلاقي وانساني وليس صراعاً طائفياً كما دعت الحكومة العراقية بمطالبة الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات ووضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود نهر الفرات سواءً للإرواء او لمياه الشرب كما استذكرت المرجعية الدينية العليا بإكبار وإجلال الجندي البطل الشهيد مصطفى العذاري الذي عانى ما عانى من الاذى والتعذيب قبل ان يستشهد على ايدي شرار خلق.وقال ممثل المرجع السيستاني خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 10/شعبان/1436هـ الموافق 29/5/2015م ما نصه "في ليلة النصف من شعبان ذكرى ولادة الامام الحجة بن الحسن المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيعبّر محبو اهل البيت (عليهم السلام) عن ابتهاجهم وسرورهم بهذه المناسبة السعيدة وسيؤدي الكثير منهم – تزامناً مع ذلك- مراسم الزيارة للامام الحسين (عليه السلام) هنا في كربلاء.، مشيرا الى ان هذه السنة تختلف في طبيعة ظروفها ومصاعبها وتحدياتها عن السنين الماضية، حيث يخوض شعبنا ومقاتلو القوات المسلحة والمتطوعون الابطال معركة مصيرية ضد عصابات داعش،وقد سقط بسببها الكثير من الشهداء والجرحى وخلفت اعداداً إضافية من الايتام والارامل والثكالى، وتسببت في نزوح اعداد كبيرة من المواطنين خارج مدنهم وقراهم"واضاف الشيخ الكربلائي ومن هنا ينبغي ان تكون مظاهر الفرح والسرور في احتفالاتنا بمناسبة ذكرى ولادة الامام (عليه السلام) في حدود ما تنسجم مع هذه الاوضاع الحرجة والاستثنائية التي يمر بها بلدنا وان نصرف جلّ اهتمامنا وامكاناتنا في دعم المقاتلين في الجبهات ورعاية احوال النازحين واليتامى والارامل، والسعي الى القيام بمزيد من الاعمال المقربة الى الله تعالى والابتعاد عن معاصيه ومراعاة ما تقتضيه قداسة وشرافة المناسبة وعدم ممارسة أي تصرفات منافية لها.، داعيا من جميع الزائرين الكرام التعاون مع الاجهزة الامنية والخدمية، والمحافظة على الحشمة والوقار والعفّة والحجاب، وايضاً رعاية النظام والنظافة وعدم الاسراف في الطعام، وعدم الاضرار بالأموال العامة، مع ترشيد الاستهلاك سواء على صعيد استخدام الطاقة الكهربائية او الماء او الاحتياجات الاخرى مراعاة ً للاوضاع الاقتصادية والمالية التي يمر بها العراق كما دعا الزائرين الى التحلي بسعة الصدر وحُسن الخُلق مع الاخرين وتجنّب أي احتكاك، والابتعاد عن استغلال هذه المناسبة الدينية لأغراض سياسية او دعائية او حزبية او شخصية.ودعا ممثل المرجع السيستاني من خلال خطبته في الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية دعا جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في العراق ان يكون لها موقف من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش ينبع من القناعة التامة بأن هذا الصراع صراع وطني واخلاقي وانساني وليس صراعاً طائفياً بقوله "ان استجلاء طبيعة الاحداث التي تمر بها المنطقة والتمدد لعصابات داعش وامثالها في مناطق معينة من العراق وما يجاورها من بعض الدول الاخرى مع توفر دلائل واضحة على تقديم التسهيلات والإسناد مالياً ولوجستياً لهذه العصابات من جهات وأطراف اقليمية وربما دولية يعطي مؤشرات خطيرة الى ان دول المنطقة وشعوبها كافة مهددة بصراع دموي ذي طابع طائفي وعرقي يمتد لسنين طويلة مخلفا الكثير من القتل والخراب ومتسبباً في ايقاف عجلة التنمية والتطور لهذه الدول لغرض اضعافها ازيد من ذي قبل وتمهيداً لتقسيمها وتمزيقها الى دويلات صغيرة تتناحر فيما بينها،ومن اجل درء المخاطر التي تهدد بلدنا العراق والاستعداد الواعي لتفويت الفرصة على الاعداء لتحقيق مخططاتهم الشريرة لابد من ان يكون هنالك موقف واضح وصريح من جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في البلد من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش موقفٌ ينبع من القناعة التامة بأن هذا الصراع صراع وطني واخلاقي وانساني وليس صراعاً طائفياً،وان داعش وباء قاتل لشعوب المنطقة ومدمر لدولها وهي وسيلة وأداة تتخذها بعض الجهات والاطراف الاقليمية وغيرها لتحقيق اهدافها الخبيثة، ولابد من تجسيد هذا الموقف من خلال الدعم الفعلي بكل الامكانات المتاحة لمكافحة هذا الوباء وعدم الاكتفاء بالتصريحات والمواقف الاعلامية البحتة "ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى ضرورة وحدة الصف الوطني خصوصاً بين الجهات الفاعلة والمؤثرة في المحافظات التي احتلتها عصابات داعش سواء كانت هذه الجهات ذات عناوين سياسية او دينية او عشائرية او شعبية، ولابد من تعاونها مع القوات المسلحة من الجيش والشرطة والمتطوعين بمختلف عناوينهم ممن اثبتوا ولاءهم واخلاصهم لوطنهم وشعبهم ومكوناته المختلفة غير متحيزين لطائفة او قومية او دين، وقد روّوا تراب العراق بدمائهم الغالية حفاظاً له من دنس الارهابيين.واستذكر ممثل المرجع السيستاني بإكبار وإجلال الجندي البطل الشهيد مصطفى العذاري الذي عانى ما عانى من الاذى والتعذيب قبل ان يستشهد على ايدي شرار خلق الله بتلك الصورة البشعة التي ظهرت في وسائل الاعلام، مترحما على هذا الشهيد العزيز وعلى سائر شهداء العراق،واننا على يقين بأن دمائهم الزكية لن تذهب سدى بل بها يُحفظ العراق وشعبه ومقدساته من مخططات الاعداء، وهنيئاً لهم الدرجات العلى في الآخرة مع الانبياء والصديقين.ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي الحكومة العراقية بمطالبة الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات ووضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود نهر الفرات سواءً للإرواء او لمياه الشرب بنص قوله "تشير تقارير الخبراء الى تدني الايرادات المائية لنهري دجلة والفرات في هذه السنة بصورة واضحة، خصوصاً في نهر الفرات اضافة الى وجود نقص شديد في الخزين الحي للمياه في السدود والخزانات مما يتوقع ان يؤدي الى شحة واضحة في الموارد المائية لكافة القطاعات وصعوبة تلبية احتياجات المحافظات الواقعة في اسفل عمود نهر الفرات، وقد يصبح تأمين مياه الشرب لبعض هذه المناطق تحدياً بحد ذاته، ناهيك عن تدهور الوضع المائي في الاهوار،ومن هنا فان الحكومة العراقية مطالبة بالعمل لكي تقوم الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات، وعلى الحكومة ايضاً وضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود نهر الفرات سواءً للإرواء او لمياه الشرب، وضبط الزراعة الصيفية على عمود نهر دجلة وتحديدها في حوض الفرات الى غير ذلك من الاجراءات التي تساعد على تجاوز الازمة المتوقعة.

المرفقات